عربة التسوق

عربة التسوق فارغة.

مراجعات

زكريا صادق الرفاعي

الثورة العُرابية بعيون أيرلندية

2025.04.26

مصدر الصورة : ويكبيديا

الثورة العُرابية بعيون أيرلندية

 

 أوجستا جريجوري (1852-1934) كاتبة مسرحية ومن رواد المسرح الأيرلندي وإحدى رموز النهضة الكلتية، نشرت عديدًا من المسرحيات والكتابات عن الأساطير الشعبية الأيرلندية، وهى تنسب إلى الطبقة الأرستقراطية، ومن خلال مربيتها الكاثولكية ماري شيردان تعرفت على التراث والفلكلور الأيرلندى[1] وفي عام 1881 تزوجت وهي في سن السابعة والعشرين بالسير وليم جريجوري (1817-1892) البرلماني السابق وحاكم سيراليون إلى عام 1877[2] ومن خلال هذا الزواج أصبحت أوجستا وثيقة الصلة بالطبقة العليا لا سيما الصالون الثقافي لزوجها في لندن، كما زارت معه عديدًا من الدول الأوروبية مثل بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وأيضًا شمال إفريقيا[3].

 الرحلة إلى مصر

جاءت أوجستا في عام 1881 بصحبة زوجها إلى مصر ولعلها كانت نقطة تحول رئيسة في حياتها، فبحكم مكانة ونفوذ زوجها في الإدارة البريطانية التقت بالكثير من الشخصيات السياسية المهمة، وأدركت وقارنت بين ظروف مصر وأيرلندا ووجدت كثيرًا من التشابه بينهما وأيقنت أن أيرلندا ومصر لا بد لهما من الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، وعقب وفاة زوجها قامت برحلات متصلة ومكثفة إلى غرب أيرلندا لاستكشاف مزيد من التراث والتقاليد الأيرلندية وبزغ وعيها المزدوج بالحركة القومية في مصر والنهضة الكلتية معًا ومن ثم كانت رحلتها إلى مصر دافعًا إضافيًّا لها للبحث عن الهوية الأيرلندية[4].

وبواسطة زوجها زارت أوجستا منزل أحمد عرابي عندما كان وزيرًا للحربية مرتين بصحبة الليدي آن بلنت (1837-1917) زوجة المستشرق المعروف ولفريد سكاون بلنت (1840-1922) ونشرت عن ذلك بضع مقالات في جريدة التايمز في أكتوبر من عام 1882[5]، ثم جمعتها في كتيب لاحقًا بعنوان: "عرابى وأسرته" Arabi and His Household[6]، وقد سألت زوجها عن إمكانية نشره باسمها الحقيقي فلم يعترض معتبرًا أنها فرصة ليتعرف الرأي العام البريطاني على طبيعة الأحوال في مصر، وكان سكاون بلنت رافضًا للفكرة في البداية لكنه سرعان ما وافق عليها في نهاية المطاف.

وقد أشارت أوجستا إلى تباين آراء مواطنيها تجاه الأحوال في مصر، فرأى البعض وجوب استمرار بريطانيا في حكم مصر وشكك في قدرة أي حكومة محلية دستورية على قيادة البلاد، بينما أبدت هي تعاطفها الواضح مع عرابي ورؤيته فاقتبست بعض الكلمات من مسرحية هاملت بقولها: "انقلوا قضيتي بصدق إلى غير المقتنعين"، وأضافت أن بعض الإنجليز أسرَّ إليها بأن "عرابي رجل مستقيم وأهدافه مشروعة أنا أعرف ذلك وأنت تعرفينه لكننا لا نجرؤ على قوله، بإمكان سيدة أن تقول ما تشاء لكن الرجل سيُتهم بعدم الوطنية إذا تجرأ وذكر كلمة طيبة في حق الرجل الذي سعت إنجلترا إلى سحقه دون تردد"، ووصفت أوجستا نفسها بأنها ستكون "سيدة الظل" وستنقل الحقيقة فحسب وأن ما دوَّنته عن عرابي وأسرته سيكون أكثر إنصافًا وربما قد يغير من الصورة السيئة التي شاعت عنه، وأوضحت أنها لم تكُن متعجلة في نشر هذا الكتيب لكن الأنباء السيئة التي وردتها من القاهرة دفعتها إلى نشره، فقد قيل إن زوجة عرابي اُضطُّرت إلى اللجوء إلى احدى أميرات البيت الحاكم لحمايتها، وأن والدته قد اختفت في أحد الأحياء الفقيرة خوفًا من بطش وانتقام أعدائه، ومن ثم فإنها أرادت لفت انتباه الرأي العام البريطاني تجاه تلك الأسرة المنكوبة والمُطارَدة.

وقدمت أوجستا إلى القارئ البريطاني لمحة عامة عن عرابي فهو طويل القامة وقوي البنية ورغم أن ابتسامته ودودة فقسمات وجهه جادة وصارمة، واعتبرت أن الصورة الفوتوغرافية المنتشرة عنه ربما هى التي رسخت عنه ذلك الانطباع، ورأت فيه والدته أنه كان باستمرار نموذجًا للابن البار، ودائمًا ما ارتدى عرابي الزي المصري الأزرق والطربوش الأحمر المائل إلى الخلف وسيفه بجانبه، ونقلت على لسان أحد المسؤولين الإنجليز المنصفين أن "عرابي لديه الكثير من لطف الفلاح وقليل جدًّا من الوحشية ولو توافرت له بعض القسوة لصادفه النجاح بلا مراء"، وقد أقر الجميع بأنه لا يكذب وحينما كانت السلطة بيده لم يُعرف عنه التنكيل أو الاضطهاد لمعارضيه.

ورغم أنها لا تعرف اللغة العربية فقد أشارت أوجستا إلى أن عرابي قد بدا خطيبًا مفوهًا يتحدث بجدية تامة ومحدقًا إلى وجهك بعينين صادقتين وصاحب تأثير كبير في جنوده، وقد اعترف بالولاء للسلطان العثماني ومكانته من الناحية الاسمية ولكنه يفضل استقلال مصر بنفسها، وحينما كانت أوجستا في زيارة للصعيد لاحظت على حد قولها الشعبية الجارفة لعرابي بين الناس وحماستهم المفرطة له، وعرضت أوجستا في حديثها بإيجاز أحداث مظاهرة سبتمبر وتولي عرابي لوزارة الحربية في حكومة سامي البارودي، وأضافت أنه عندما التقاه الكثير من المسؤولين الأوربيين لأول مرة، خرجوا بانطباعات جيدة عنه ووجدوه أفضل مما كانوا يتصورون، كما وصفت أوجستا مشاركة عرابى في استقبال محمل الحج واندفاع الناس من كل صوب بحماس نحوه لتقبيل يديه وركبتيه وحتى قدميه[7].

فى منزل عرابي

وصفت أوجستا زيارتها لمنزل عرابي، فقالت: "كانت غرفة استقبال زوجة عرابي خالية من الأثاث إلا من مقاعد صغيرة صلبة مغطاة بكتان بني، وطاولة صغيرة عليها غطاء من الكروشيه وعلى الجدران لم تكن هناك زينة سوى بعض الصور له بإطارات خشبية سوداء، وصورة كبيرة للحجر الأسود في مكة، أما الغرفة التي كان يجلس فيها عرابي نفسه، فلم تحتوِ سوى على مقعد صلب مشابه وكرسيين أو ثلاثة وطاولة ومحبرة واستقبلتنا زوجته بحفاوة بعد أن علمت بزيارتنا قبل ساعة أو ساعتين وتحدثت إلينا بحماس باللغة العربية، حيث قامت السيدة آن بترجمة كلامها لي وكان لديها وجه معبر لطيف وذكي، لكنها -بعد أن أنجبت خمسة أطفال فقط من أصل أربعة عشر- بدت منهكة تحت أعباء الأمومة.. وقد ارتدت فستانًا طويلًا من الحرير الأخضر، وقالت لنا لاحقًا: "زوجي يكره هذا الذيل الطويل، ويود أن يأخذ سكينًا ويقطعه، لكنني أقول له إنه يجب أن يكون لدي فستان عصري لأرتديه عندما أزور زوجة الخديوي والسيدات الأخريات"، ودخلت الغرفة امرأة عجوز بشعر أبيض، مرتدية الزي الريفي التقليدي -تنورة صوفية وجاكت قطني أزرق- وانشغلت بالاعتناء بالأطفال وسرعان ما اكتشفنا أنها والدة عرابي وتحدثت إلينا بحيوية ونشاط، ورحبت بنا بحرارة وتحدثت عن ابنها بمزيج من الحب والفخر وقالت: "أنا مجرد فلاحة بسيطة، لكنني أم أحمد عرابي"، وأخذتني مرتين إلى غرفة أخرى لعرض لوحة زيتية كانت تفخر بها، تصوره بألوان زاهية.

بعد قليل، دخل خادم أسود -الوحيد الظاهر في المنزل- حاملًا صينية، فدُعينا إلى الجلوس وتناول الطعام وبدأت الوجبة بدجاج مسلوق مع مرق، تلاها كرات اللحم المفروم وأرز وخضراوات ثم حلويات، وأطباق محلية أخرى كثيرة، رغم أن مضيفتنا اعتذرت عن ضيق الوقت الذي سبق زيارتنا لو كنت علمت مسبقًا، لذبحت بقرة تكريمًا لنا، وقامت ابنتاها الصغيرتان بخدمتنا، وأحضرتا الماء لغسل أيدينا بينما ظلت الزوجة تتحفنا بمحادثة حية، وسردت لنا قصة الاعتقال.. "عندما كانوا في السجن، خاف الآخرون، لكن عرابي لم يخف وقال: 'ليس من مشيئة الله أن نهلك"".

وتابعت: "عندما سمعت بما حدث، رغم أنني كنت مريضة جدًّا إلى درجة عدم القدرة على مغادرة المنزل، استأجرت عربة وتوجهت نحو القصر للسؤال عن أخبارهم، لكنني لم أعرف شيئًا واضُطررت إلى العودة، وفي تلك الليلة وضعت طفلتي، وفي لحظة ولادتها جاء الخبر بأن الجنود أطلقوا سراح زوجي، فسميتها بشرى". أحضروها لنا لنراها، طفلة صغيرة نحيلة ذات عينين سوداوين، تتشبث بجدتها قالوا إنها المفضلة لدى أبيها - هي وسعيدة، الابنة الكبرى التي كانت معه عندما كان مقيمًا في الإسكندرية وحسن الطفل الذكي ذو الأربع سنوات، بعد زيارة طويلة غادرنا المنزل بعد تبادل العديد من التحيات والتمنيات بالسلامة لهم ولـ"البيه" أجابت زوجته بحزن خفيف: "إن شاء الله" ثم أضافت: "يقولون إن القوى المسيحية تريد أن تفعل شيئًا بزوجي لا أفهم هذا الأمر، لا نستطيع العيش بدون المسيحيين، ولا هم بدوننا لماذا لا نعيش جميعًا بسلام؟"

والجدير بالذكر أن الصحافة البريطانية قد حفلت آنذاك بوصف عرابي بصفات سيئة، مثل: الطاغية والمستبد، والمتعطش إلى الدماء والميل إلى ما أسموه بالتطرف الإسلامي وصورت بعض الرسوم الكاريكاتورية عرابي محاطًا بجموع حاشدة ونصف عارية من الدراويش بساحة أحد المساجد في محاولة مباشرة للإيعاز للرأي العام البريطاني بأن الثورة لا تعبر حقًّا عن جموع المصريين وإنما قامت بها فئة من الغوغاء والدراويش وقادتهم غارقون في الجهل والخرافات."[8]

وتابعت أوجستا "في نوفمبر الماضي، أخذوني لزيارة مدام شريف باشا[9]، سيدة ثرثارة مليئة بالغرور، أخبرتنا بين نفثات سيجارتها كيف زارتها زوجة عرابي، وكيف وبختها بشدة، وأمرتها بالعودة إلى المنزل وجعل زوجها يتصرف بشكل أفضل ويبتعد عن هذه "الحماقات"، بينما بكت المرأة المسكينة ووعدت ببذل قصارى جهدها والآن في فبراير اختفت مدام شريف في طي النسيان، بينما أصبحت مدام عرابي زوجة وزير الحربية.

أما شريف نفسه فلم أكن أعرفه شخصيًّا، لكن من عرفوه وجدوه رفيقًا لطيفًا، وخطيبًا مقنعًا، ولاعب بلياردو محترفًا، بينما كان عرابي -الجادّ دائمًا في القضايا المهمة- إذا زار منزله ووجده منغمسًا في لعبة البلياردو، انسحب ممتعضًا، وقال عنه قنصل أجنبي ثاقب النظر: "شريف مليء بالنوايا الحسنة، لكنه لا ينوي تنفيذها أبدًا"، بينما وصفه أحد أهم المسؤولين الإنجليز بقوله: "هو صادق النية، غامض الأفكار، كسول في العمل".

قبيل مغادرتنا القاهرة في أواخر مارس، جاء عرابي ليودعنا رغم قلقه من الاتهامات الكاذبة ضده في الصحف الإنجليزية، كان واثقًا بأن الحقيقة ستنكشف يومًا ما: "سيعلمون يومًا أننا نريد خير الشعب"، كل ما طلبه هو وقتٌ كافٍ قبل الحكم على أعمالهم، لكن هذا الحق نزعه منه أولئك الذين رأوا "تصعيد الأمور لإجباره على التدخل" عبر إثارة النزاع بينه وبين الخديوي ونجحوا في مخططهم.

وعندما ذكرت له زيارتي لمنزله، قال بتواضع: "نساؤنا غير معتادات على استقبال السيدات الأوروبيات، فإذا قصَّرن في آداب الضيافة، فاعلمي أن ذلك من قلة الخبرة لا قلة الترحيب"، وأظهرت له صورة لابني الصغير فرفعها إلى شفتيه وقبلها، متمنيًا أن يأتي يوم يزور فيه مصر ليكون صديقًا لأطفاله، ربما لم أعد قاضية محايدة في قضيته منذ تلك اللحظة.

قبل مغادرتنا بيومين، عدت لزيارة زوجته بدت أكثر حزنًا وقلقًا من زيارتي السابقة، لكنها انشغلت بترتيبات الضيافة، وخرجت لتجهيز العشاء. كانت معي سيدة إيطالية تتقن الفرنسية والعربية لمساعدتي في الترجمة. هذه المرة كانوا مستعدين لزيارتي، وعندما تدفقت الأطباق تباعًا، أحسست بالحرج حتى وجدت حسن -ذلك الطفل ذو العينين اللامعتين- جالسًا بجواري، قال ببراءة: أريد زيارتكِ في إنجلترا، لكن أبي يحتاج العربة كل يوم ونصحته بتعلم الإنجليزية، فقالت أمه إنها تود إرساله إلى إحدى المدارس المسيحية بالقاهرة، لكنها تساءلت بمرارة: "كيف أرسله حيث سيسمع الإساءة لوالده؟" بدت عليها ملامح الحزن عندما ذكرت أن زوجة الخديوي -التي كانت سابقًا طيبة معها- تقول الآن: "كيف نكون صديقات وزوجك رجل سيئ؟"

في الزاوية جلست الجدة العجوز تراقب الأحفاد وتسبح بمسبحتها وقد سألتها: "ألستِ فخورة الآن بأن ابنك أصبح باشا؟"، فأجابت بحكمة: "كلا، كنا أسعد في الماضي عندما كان معنا دائمًا بلا مخاوف، الآن ينهض عند الفجر، بالكاد يجد وقتًا للصلاة قبل أن يبدأ الناس في التدفق بعرائضهم، ثم يذهب إلى عمله، ويعود بعد منتصف الليل. لا أنام حتى يعود، لا أستطيع الراحة، كل ما أفعله هو الدعاء له دون توقف...
قبل أيام قليلة، عاد إلى المنزل وهو يعاني من ألم شديد، وكنت متأكدة أنه تسمم، لكنني أحضرت له حمامًا ساخنًا وبعض العلاجات فتحسن حاله، ومنذ ذلك الحين، أصبحت أحتفظ حتى بماء شربه تحت القفل. لكن رغم كل تحذيراتي، لا أستطيع إخافته أو جعله يحذر من نفسه، فهو دائمًا ما يردد: سوف يحفظني الله. الخديوي يظلمه -تابعَت العجوز حديثها- لا يقدم إليه أي مساعدة أو دعمًا، ومع ذلك إذا حدث أي خطأ، أو وقعت أي اضطرابات حتى في أبعد الأماكن، يُلقى اللوم على عرابي".

على سبيل الخاتمة

يمكن القول بأن كتيب أوجستا عن الزعيم أحمد عرابي لم يحمل في طياته إضافة جديدة من الناحية التاريخية ولكن تبقى قيمته الكبرى في اعتباره شهادة حية ومعاصرة للأحداث وصرخة إنسانية محايدة لم تطلب سوى الإنصاف[10]، وهى لم توجه تلك الصرخة إلى القارئ العربي بل خاطبت الرأي العام البريطاني في الدرجة الأولى ولعل ما اتسم به الكتيب من بساطة وعفوية صادقة هو ما أضفى عليه الموضوعية، ومن جهة أخرى لم يكن تعاطف أوجستا مع عرابي وأسرته مجرد ترجمة لمشاعر ودية وصداقة تجاه أسرة مصرية ارتبطت بها، بل كان على ما يبدو جزءًا رئيسًا من شعورها القومي تجاه المسألة الأيرلندية ونظيرتها المصرية، فكلاهما عانى من وطأة التدخل البريطاني.

ولعل شهادة أوجستا المنصفة لعرابي في حينها كانت ومضة مضيئة افتقر إليها الرجل لاحقًا بعد ما لاقاه من غبن وعنت من قبل بعض مواطنيه، فعقب سنوات عديدة من النفي والتشريد وعندما حانت لحظة العودة مجددًا إلى الوطن استقبله أحمد شوقي بقصيدته التهكمية المعروفة ومطلعها:

صغار في الذهاب وفي الإياب     أهذا كل شأنك ياعرابي؟[11]

ولكن لم يستمر هذا الغبن التاريخي فكتب عبدالرحمن الشرقاوي لاحقًا بإنصاف في مطلع مسرحيته التاريخية عن عرابي:

"ثم شاء االله أن يبرز منا واحد يُدعى عرابي[12]

فاجتمعنا خلفه وغدونا واحدًا

لم نعد نشعر بالغربة في أرض الوطن

.. وتحدينا به غدر الزمن وإذا "بالكل في الواحد"

حلم السلف الأول، قد صار حقيقة! فدعاه الناس في كل قراهم واحدًا.

إنه الواحد لا قائد غيره.. فجميع الشعب قد أصبح في شخص عرابي واحدًا..

واحدًا متحدًا.. ولهذا أسقطوه! ثم عادوا فأهالوا فوق ذكراه التراب!

ليتهم إذ أسقطوه تركوه يصدر التاريخ حكمًا في إنصافه

لكنهم إذ أسقطوه شوهوه...[13]


1- Burcin Erol (Editor)One Day Lady Gregory,Irish Writers Series.7.2018.p.16.
2- وكان ثمرة هذا الزواج ابن واحد لقي حتفه أثناء أداء واجبه العسكرى في الحرب العالمية الأولى.
3- ‘Anna Pilz,The Return to the People’: Empire, Class, and Religion in Lady Gregory’s Dramatic Works,2013.
4- Rie shimokawa, How Travel to Egypt Influenced Lady Gregory’s Nationalistic , Ichinoseki College, No. 54, pp. 1-7, 2019.
5- Neslihan G. Albay,   The Anti-Imperialist and Nationalist Struggle of Halide Edib Adivar and Lady Augusta Gregory,Cambridge.2020,Pp,5-6.
6- الكتيب متاح على شبكة المعلومات ضمن مشروع أرشيف جونتبرج.
7- في نظر كثير من المراقبين مثل أوكلاند كولفين حظي عرابي بتأييد وإعجاب المصريين على نطاق واسع واعتبروه بطلًا، راجع، جوان كول، الكولونيالية والثورة، ترجمة عنان علي الشهاوي، مدارت، الطبعة الأولى، 2015 – ص 580-581.
8- مي مصطفى كمال، دور الصحف البريطانية في تسجيل ثورة عرابي وطبيعة الرسوم الصحفية المنشورة في تلك الحقبة، مجلة كلية التربية الفنية جامعة حلوان، المجلد 21، العدد 1،  2020.
9- تعني هنا زوجة محمد شريف باشا (1826-1887) وهو من أصول تركية وتولى رئاسة الوزارة أربع مرات.
10- في عام 1947 صدر كتاب محمود الخفيف، أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه، وكتب في الإهداء: "إلى الأشبال النواهض الميامين من شباب هذا الجيل، في وادينا المبارك وفي الأقطار العربية الشقيقة أهدي سيرة هذا الزعيم المصري الفلاح، الذي جاهد في سبيل الحق ومات على دين الحق، والذي آن أن يُنصفه التاريخ وأن يُحدد له مكانه بين قواد حركتنا القومية".
11- يجب ألا ننسى أن أحمد شوقي كان يعمل في خدمة المعية في عهد الخديوي عباس حلمي.
12- بلغت حماسة العامة مداها تجاه عرابي واعتبر البعض أن توليه السلطة هو تحقيق لنبوءة سابقة وأنه سيحل محل الخديوي وسيهزم الإنجليز والأتراك وسيستأصل الظلم، بل وأضاف البعض أن عرابي سيكون ملك العرب جميعًا وسيشمل حكمه سوريا والحجاز، جوان كول، ص 633.
13- عبدالرحمن الشرقاوي، عرابي زعيم الفلاحين، مسرحية، دار الشروق، د.ت.