رؤى
محمد حسنيالصدام في كشمير واستعراض إسرائيل العسكري
2025.06.15
مصدر الصورة : AFP
الصدام في كشمير واستعراض إسرائيل العسكري
جاء إعلان باكستان عن دعمها الحاسم لإيران في الحرب المشتعلة حاليًا بين الأخيرة وإسرائيل كاشفًا عن أبعاد أخرى للصراع لا ينتبه لها الكثيرون، خاصة مع إعلان باكستان أنها ستدعم إيران بأسلحتها النووية إذا ما استخدمت إسرائيل السلاح النووي في الحرب، وأنها ستخوض الحرب إلى جانب إيران إذا ما خاضت أي دولة الحرب إلى جانب إسرائيل. دعم باكستان الحاسم هذا وثيق الصلة بحربها الأخيرة مع الهند، التي جرت في خضم دورة جديدة للصراع حول إقليم كشمير، وكانت إسرائيل هذه المرة حاضرة بقوة في تلك الحرب، بل وتتصدر المشهد، بأسلحتها وعتادها، وتحالفاتها المعلنة، ودورها السياسي والعسكري، وكل ذلك على رؤوس الأشهاد.
تصعيد سريع
في السادس من مايو الماضي، شنت القوات المسلحة الهندية غارات تجاوزت 24 غارة على ستة مواقع باكستانية في كشمير أطلقت على العملية اسم "سندور". شاركت في العملية 125 طائرة من الجانبين، ما يجعلها واحدة من أكبر الاشتباكات الجوية وأطولها فى التاريخ الحديث للطيران. واستمرت حتى التاسع من مايو.
اندلع القتال في أعقاب عملية أودت بحياة 26 سائحًا هنديًّا في منطقة باهلغام، نُسبت إلى تنظيمات مسلحة تسعى إلى استقلال كشمير عن الهند، أعلنت منظمة تُدعى "المقاومة الكشميرية" (TRF)، مسؤوليتها عن الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم تكن المنظمة معروفة على نطاق واسع، إذ أُعلنت في العام 2019، تبنيها المسؤولية عن هجوم بقنبلة يدوية في منطقة سيرناغار في كشمير، وتم تصنيفها كمنظمة "إرهابية" وربطها بجماعة "لشكر طيبة" الباكستانية، المسؤولة عن هجمات متزامنة استهدف مومباي -العاصمة الاقتصادية للهند- عام 2008، وكذا مركز بعثة "حاباد" الإسرائيلية.
صدرت قرارات متبادلة بغلق الحدود ووقف التأشيرات، كما أغلقت الهند سدودًا مشتركة، وعلقت ميثاق نهر السند الذي ضمن توزيع المياه طوال 60 عامًا. لم يستمر القتال طويلًا، وإن كانت فرصة الانفجار من جديد لا تزال قائمة.
إسرائيل حاضرة
عقب عملية باهلغام بعث بنيامين نتنياهو برسالة إلى نظيره الهندي ناريندرا، جاء فيه:
"تقف إسرائيل إلى جانب الهند في حربها ضد الإرهاب."
كما كتب في تغريدة على موقع إكس: "صديقي العزيز ناريندرا مودي، يؤسفني بشدة الهجوم الإرهابي الوحشي في باهالجام الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا الأبرياء. نتوجه بأفكارنا وصلواتنا إلى الضحايا وعائلاتهم."
كما صرح السفير الإسرائيلي بالهند، رئوڤين بن إليعزر يوم الأربعاء: "إسرائيل تدعم حق الهند بالدفاع عن نفسها." وأضاف: "على الإرهابيين أن يعلموا أنه لا مكان لهم للاختباء من جرائمهم الوحشية ضد الأبرياء." [1]
وقد شبَّه محللون إسرائيليون عملية باهلغام بأحداث السابع من أكتوبر 2023 في مستوطنات غلاف غزة، وهو ما ردده أيضًا بعض الساسة الهنود على مواقع إسرائيلية. [2]
وذكرت صحيفة يديعوت أن إسرائيل كانت من أولى الدول التي أعلنت مساندتها للهند، وأن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يتابعون عن كثب تطورات الموقف في شبه القارة الهندية.
وأضاف موقع عنيان مركازي أن إسرائيل تتابع من جانب آخر ردود الأفعال من جانب إيران ودول إسلامية أخرى، ولكون إسرائيل المزود الأساسي للهند بالسلاح، ما يجعل مصالحها مستهدفة. لكن الأجهزة الأمنية تنفي أن تكون إسرائيل معرضة لخطر مباشر في الوقت الحالي، ومع ذلك "لا تستثني الأجهزة كلّ السيناريوهات والاحتمالات".
كتبت لورين داجان عاموس، الباحثة في جامعة بار-إيلان، والمتخصصة في الشؤون الهندية، أن العلاقات العسكرية الهندية-الإسرائيلية توطدت لوجود مصالح مشتركة: "يتحدث الهنود عن التكنولوجيا الإسرائيلية فائقة الجودة، وترى إسرائيل في الهند دولة ذات تأثير كبير". تتعاون شركة "إلبيت" مع مجموعة "أداني" لإنتاج المسيرات الهندية من نوع Drishti-10 Starliner وهي النسخة المحلية من هيرمز 900 التي تنتجها الشركة الإسرائيلية. استخدام الأسلحة الإسرائيلية في الحرب، يستخدم لإثبات تفوقها في هذا المجال. [3]
التسليح الإسرائيلي في سندور
أعلن الجيش الباكستاني، الخميس 8 مايو، أنه أسقط حتى الآن "25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع" أطلقتها الهند منذ مساء الأربعاء. والمسيرة هاروپ Harop... القادرة على الطيران حتى ارتقاع 35 ألف قدم أعلى من مجال الصواريخ المضادة للطائرات، وهي تحمل رأسًا حربيًّا يزن 23 كيلوجرامًا، وتستطيع الطيران لمسافة تزيد على 200 كيلومتر، ولفترة تصل إلى 6 ساعات متواصلة. ويمكنها الانفجار باصطدامها بالهدف وفق أمر المتحكم بالطائرة لتدمر نفسها فيه، وقد باعتها إسرائيل للهند وألمانيا وأذربيجان في الحرب الأخيرة ضد أرمينيا. [4]
ومن أقوى المؤشرات على التعاون الأمني بين إسرائيل والهند، دمج نظام الدفاع الجوي "باراك 8"، الذي تنتجه الصناعات الجوية الإسرائيلية، في شركة فرعية للصناعات الجوية الإسرائيلية تعمل في الهند وقد قدرت الصفقة في 2017 بـ1.7 مليار دولار، خبرة إسرائيل في التعامل مع الصواريخ التي تنتجها روسيا، كانت مناسبة تمامًا لاحتياجات الهند ولمخاطرها الأمنية. [5]
وافقت إسرائيل على تأسيس خطوط إنتاج بالهند، تنفيذًا لتوجيهات مودي، بإنشاء خطوط إنتاج محلية داخل البلاد، وحسب موقع واللا وقد قامت الصناعات الجوية الإسرائيلية بالفعل بتأسيس منشآت تصنيع صواريخ باراك 8، ومُسيّرات هرمز 900 التي تطورها شركة إلبيت الإسرائيلية، بالإضافة إلى صواريخ سبايك المضادة للدروع، من إنتاج شركة رفائيل الإسرائيلية.
كما اعتمدت الهند منذ عام 2008 على بنادق "تافور" الإسرائيلية، واستخدمت نظام التوجيه الدقيق "سبايس-2000" في الغارات الجوية التي نُفّذت داخل باكستان بعد هجوم بولواما عام 2019.
حسب موقع واللا الإسرائيلي، تتوقع الصناعات الأمنية في إسرائيل أن يؤدي تصاعد المواجهات إلى صفقات جديدة مع الهند. ويبدو أن الأداء غير المُرضي لطائرات رافال قد يمنح الصناعات الأمنية الإسرائيلية ميزة تنافسية أمام الصناعات الفرنسية في السوق الهندية الضخمة. حيث استخدمت الهند في هجومها ضد تسعة أهداف في كشمير طائرات داسو-رافال الفرنسية، ذات المحركين، وهي الطائرة الرئيسية لسلاح الجو الهندي، وقد أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات من هذا الطراز.
وتقول الباحثة في معهد القدس للأمن والسياسات الإستراتيجية، أوشريت بيرفادكير، إن "استخدام الهند مسيّرات هاروب وهيرون مارك 2، المعدلة للعمل في البيئات الوعرة، في القتال الحالي، يؤكد دور إسرائيل في الإستراتيجية العسكرية الهندية، خصوصًا في ضوء التصعيد مع باكستان".
هذا الانخراط الإسرائيلي في حرب الهند-باكستان خلق مشاعر قلق بالغ، نظرًا إلى ما يحمله من احتمالات تدويل لصراع ذو طابع نووي، في واحدة من أكثر المناطق حساسية على الخارطة الجيوسياسية.
أكبر مستورد للسلاح الإسرائيلي
تُعدّ الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم من حيث القيمة، إذ استحوذت على نحو 10% من إجمالي واردات الأسلحة العالمية بين عامي 2008 و2023. وتعتزم نيودلهي إنفاق ما لا يقل عن 200 مليار دولار خلال العقد المقبل لتحديث جيشها وتعزيز قدراته الدفاعية.
حسب تقارير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام SIPRI، تعد الهند أكبر مستوردي السلاح من إسرائيل خلال السنوات 2020-2024، وتمثل 34% من الصادرات العسكرية الإسرائيلية، بينما تستورد الولايات المتحدة 13% من الصادرات العسكرية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، بلغت قيمة واردات الهند من الأسلحة الإسرائيلية خلال العقد الأخير نحو 2.9 مليار دولار، شملت رادارات، وطائرات استطلاع، ومسيّرات قتالية، إلى جانب أنظمة صواريخ. لتبلغ قيمتها خلال العقد الأخير 15 مليار دولار.
علاوة على الأنظمة الصاروخية المذكورة، تدعم إسرائيل القوات المسلحة الهندية في مجال الرادارات، فقد دمجت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية رادار EL/W-2090 "Phalcon" AESA في ثلاث طائرات IL-76 تابعة للقوات الجوية الهندية، محولة إياها إلى منصات إنذار مبكر وتحكم جوي (AWACS).
تشمل هذه الشراكات تعاون شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) مع شركة هندوستان للملاحة الجوية (HAL) وديناماتيك تكنولوجيز، لإنتاج مسيرات محلية، واتفاق بين HAL وشركة "إلبيت " لتطوير طائرة مسيرة عمودية الإقلاع (VTOL) بوزن 2000 كجم، ما عزز الخبرة الهندية في هذا المجال. كما عقدت "إلبيت" شراكات "أداني ديفينس" و"ألفا ديزاين تكنولوجيز"، التابعة لشركة "بهارات إلكترونيكس" (BEL)، لإنتاج طائرات مسيرة وتقنيات الحرب الإلكترونية. كانت "إلبيت" قد أسست في 2018 مع "أداني ديفينس" منشأة في حيدر أباد لتصنيع طائرات Hermes 900 المسيرة، وهي الأولى من نوعها خارج إسرائيل. في 2023، أدرجت الهند طائرات Hermes 900 رسميًّا ضمن مخزونها الدفاعي، ما يعكس النجاح الملموس لهذه الشراكة.
التسليح الباكستاني
استخدمت باكستان خلال الصدام الأخير، منظومة HQ-9 ، وهي نظام صواريخ أرض-جو بعيدة المدى، من صنع الصين، تشبه في تصميمها منظومة S-300 الروسية.
في أكتوبر 2021، ذكر تقرير مجلة Military Watch نقلًا عن مصادر بوزارة الإنتاج الحربي الباكستانية، أن باكستان استلمت الدفعات الأولى من صواريخ أرض-جو الصينية HQ-9B FD-2000. إلى جانب رادار HT-233، المكون من منظومة مسح إلكتروني، ذات قدرات رصد قوية وفعالة ضد التهديدات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، مثل صواريخ كروز.
وذكرت تقارير أن مقاتلات J-10C الصينية الصنع، التى دخلت الخدمة حديثًا فى القوات الجوية الباكستانية، والمجهزة بصواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز PL-15، قد اشتبكت مع طائرات هندية ونجحت فى إسقاط بعضها، بما فى ذلك طائرة جاغوار حسب بعض المزاعم.
وصف محللون المواجهة الأخيرة بـ"الظهور الأول للتنين" باعتبارها أول مواجهة تظهر فيها كفاءة الصناعات العسكرية الصينية. ما يعزز بشكل كبير مصداقيتها وجاذبيتها فى سوق الأسلحة الدولية، خاصة بالنسبة إلى الدول التى تبحث عن بدائل للموردين الغربيين أو الروس.
فالمعدات العسكرية غالبًا ما تُباع بناءً على مواصفاتها، ولكن الإشارة إلى أنها "مُختبرة فى المعركة" أو "مُثبتة قتاليًّا" ترفع قيمتها بما لايقاس، وحيث أن الأنظمة الصينية قد تفوقت أو على الأقل صمدت أمام طائرات فرنسية وروسية حديثة، فإن ذلك يؤثر في ديناميكيات الأسلحة العالمية.
وقد ظهرت بالفعل انعكاسات مواجهات مايو 2025 على سوق السلاح العالمي، وأعادت تكوين التصورات حول القدرات التكنولوجية للدول المصنِّعة للسلاح. على سبيل المثال، شهدت شركة AVIC Chengdu المملوكة للدولة الصينية (الشركة المصنعة لمقاتلات J-10C) ارتفاعًا كبيرًا فى بورصة شنتشن، وهو ماعزز احتفاء القوميين الصينيين.
إسرائيل وباكستان، عداء معلن وتعاون خفي
رفضت باكستان الاعتراف بإسرائيل، ولم تتأسس علاقات دبلوماسية بين البلدين. ومنعت باكستان مواطنيها من الذهاب إلى إسرائيل، ووضعت على جميع جوازات السفر الباكستانية شعار "يصلح جواز السفر هذا لجميع دول العالم باستثناء إسرائيل".
خلال حرب 1948، أرسلت باكستان كتيبة للمشاركة مع القوات العربية، كما تعاقدت على 250 ألف بندقية تشيكية لمنحها للقوات العربية، كما اشترت ثلاث طائرات لصالح مصر. وفي حرب 1967، شاركت القوات الجوية الباكستانية، وفي حرب أكتوبر 1973، أسقط الطيار الباكستاني سيف الله أعظم، أربع طائرات إسرائيلية على الأقل.
كما وقّعت باكستان ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب أكتوبر اتفاقيةً لتدريب ضباط منظمة التحرير في المؤسسات العسكرية الباكستانية. وخدم متطوعون باكستانيون في منظمة التحرير الفلسطينية وأُسِر خمسون شخصًا منهم في أثناء حصار بيروت خلال حرب لبنان عام 1982.
خلال الحرب الباردة، تحالفت إسرائيل وباكستان مع الولايات المتحدة والكتلة الغربية، في الوقت الذي كانت فيه الهند محسوبة على الكتلة الشرقية، وتقود حركة عدم الانحياز.
يعود تاريخ التعاون الاستخباراتي الباكستاني-الإسرائيلي إلى أوائل ثمانينيات القرن العشرين، في عهد الرئيس الباكستاني ورئيس الأركان الجنرال محمد ضياء الحق للاستخبارات الباكستانية بإقامة اتصالات مع الموساد الإسرائيلي. وقد كشفت وثائق ويكيليكس، أنه قد تم استخدام مكاتب استخباراتية في سفارات البلدين في كل من واشنطن وإسطنبول للتواصل أو تبادل المعلومات معًا.
وفي المقابل، وبعد ضرب المفاعل العراقي، مررت القيادة العليا الإسرائيلية خطة قصف المنشآت النووية الباكستانية في كاهوتا بموافقة ودعم هنديَّين، وذلك عندما فشل الموساد في منع البرنامج النووي الباكستاني الملقب عالميًّا بـ"القنبلة الإسلامية". وبالفعل بنت إسرائيل نموذجًا كاملًا لمنشأة كاهوتا في صحراء النقب حيث مارس طيارو سربي إف 16 وإف 15 هجمات وهمية، وذلك وفقًا لصور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخبارية. لكن وكالة الاستخبارات الباكستانية كشفت الخطة.
كشمير.. جبهة إستراتيجية
ترك الاستعمار البريطاني شبه القارة الهندية في حالة انقسام متعمد، من بين مظاهره إبقاء إقليم كشمير، الذي كان يضم سكانًا مسلمين تحت حكم مهراجا هندوسي، في وضع غير محسوم، لذا ظل جبهة للصدام بين الهند وباكستان.
بمجيء رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ألغى وضع الحكم الذاتي عام 2019، وحوّله إلى إقليم إداري موحّد يتبع مباشرة سلطات نيودلهي. ما تسبب في توترات متصاعدة بين البلدين.
كما أن لدى الصين أيضًا مطالبات حدودية متعددة متنازعًا عليها مع الهند، إحداها في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة كشمير. لذا فإن إقليم كشمير ميدان لصراعات إقليمية على الأنهار التي تنبع كلها تقريبًا من هضبة التبت، إلى جانب الصراعات على المسارات البحرية، والمناجم. [6]
طريق التجارة
تعد الصين أكبر مستثمر في باكستان، من خلال مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (طريق الحرير) الذي تبلغ قيمته 65 مليار دولار ويمتد عبر البلاد. بينما تضاعف الرهان الإسرائيلي على الهند عقب إعلان قمّة مجموعة العشرين في نيودلهي في سبتمبر 2023 عن "ممرّ التجارة الخلفيّ"، الذي يدعمه الاتّحاد الأوروبي والولايات المتّحدة بهدف ربط أوروبا والشرق الأوسط والهند لتقليص النفوذ الجيوسياسي الذي تسعى إليه الصين من خلال طريق الحرير. وتضاعف الرهان أيضًا على هذا الممرّ في أن يجعل من إسرائيل واجهة أوروبا على آسيا ويؤدّي إلى انخراطها الكامل في اقتصاد المنطقة. زادت أهميه هذا التوجه، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، عندما استطاع الحوثيون تهديد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
العلاقات الهندية-الإسرائيلية
شهدت العلاقات بين إسرائيل والهند تحولًا إستراتيجيًّا في السنوات الأخيرة، من فتور دبلوماسي إلى تعاون عسكري كبير.
اعترفت الهند بإسرائيل في الخمسينيات، ولكن تميّزت العلاقة بالفتور والاضطراب على خلفيّة موقف حزب المؤتمر الوطني الحاكم من القضيّة الفلسطينية وعلاقته الوثيقة بالعالم العربي.
كشفت الوثائق أيضًا عن المساعدات العسكرية التي أرسلتها إسرائيل إلى الهند أثناء النزاع مع باكستان عام 1965، ودور الموساد في إقامة العلاقات مع النسيج الهندوسي المعادي للمسلمين وتوطيد العلاقات مع حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، الذي سيتولّى الحكم لاحقًا بزعامة ناريندا مودي الذي زار اسرائيل في يوليو 2017.
في عام 2003، على سبيل المثال، وصف مستشار الأمن القومي الهندي التحالف الأيديولوجي بين الليكود وحزب بهاراتيا جاناتا والحزب الجمهوري الأمريكي بأنه محور ثلاثي، مؤكدًا بشكل أساسي على حقيقة أن الدول الثلاث لديها عدو مماثل، ومعركة مشتركة ضد الإرهاب الجهادي الإسلامي، وأن الدول الثلاث ديمقراطيات تواجه تهديدات أمنية مماثلة.
وبالفعل حدث التحول مع وصول حزب بهاراتيا جاناتا القومي المتشدد إلى السلطة في الهند، بقيادة رئيس الحكومة الحالي ناريندرا مودي، إذ تغيّر الموقف تجاه إسرائيل. وقد ذكرت صحيفة (يسرائيل هيوم) في إبريل الماضي، أن إسرائيل لعبت الدور الأكبر في تطوير الجيش الهندي.
وبحسب بيرفادكير، فإنه "من وجهة نظر إسرائيلية، لا تعد الهند مستوردًا أساسيًّا، للسلاح وحسب، بل شريكًا إستراتيجيًّا يتشارك مع إسرائيل والولايات المتحدة ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب".
كان مودي أول رئيس وزراء يزور إسرائيل على الإطلاق، وهذا لم يحدث قط، ولم تكن هناك زيارة لفلسطين أو أي إشارة إلى دعم حل الدولتين من جانب الهند. لقد شكّلت هذه القيم المشتركة أساسًا لعلاقتهما، كما أثّرت قيادة مودي بشكل كبير في هذا التحوّل. اتسمت سياسته الخارجية بنهج أكثر حزمًا يسعى إلى تعزيز مكانة الهند العالمية، ويُعد تعزيز علاقاتها مع إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من هذه الإستراتيجية الأوسع.
كتب بوعاز جولاني، المحلل في صحيفة معاريف أن "إسرائيل تفتّش هذه الأيّام عن حليف يتقاسم معها العداء للدول السنّية في المنطقة" ويدعو من هذا المنطلق إلى عقد علاقات إستراتيجيّة شاملة مع نيودلهي".
يجادل الكاتب أيضًا في التحدّيات التي تواجه الهند في نزاعها مع باكستان، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه تركيا في تزويد إسلام أباد بمعدّات عسكرية متطوّرة استُخدمت في النزاع الأخير في كشمير. بالإضافة إلى التهديد الذي تمثّله دولة باكستان التي تمتلك قدرات نووية كبيرة تحسب لها إسرائيل ألف حساب.
* * *
كشمير، مثلها مثل شبه القارة الهندية لا تزال تعاني من سياسات "فرق تَسُد" الاستعمارية، التي لم تنجح القوى المحلية في تجاوزها، إن لم تكن قد كرستها لثلاثة أرباع قرن وأكثر. إسرائيل التي تمثل بجدارة امتدادًا حيًّا للاستعمار البريطاني، أيضًا مثلما في الهند، تقوم بدورها الوظيفي الدائم، هذه المرة بدون أي محاولة للتواري، تشارك في تسليح الهند، وتجد في تصعيد القتال فرصة في المزيد من الصفقات ومن الدعاية لسلاحها كـ"مختبر ميدانيٍّ"، وهو ما تفعله دائمًا في حروبها ضد الشعب الفلسطيني. في الوقت نفسه تعلن تفعيل تحالفها الثلاثي: الهند-أمريكا- إسرائيل، لخلق محور تجاري منافس لطريق الحرير الصيني، فهل ينتج من ذلك المزيد من الاستقطاب، لا سيما أن الحرب نفسها كانت "أول ظهور للتنين" بإثبات تفوق الصناعات العسكرية الصينية، من جانب الجيش الباكستاني، في مقابل الرافال الفرنسية ومنظومات المسيرات والدفاع الجوي الإسرائيلية؟
1- نص التغريدة.
Israel supports India’s right for self defense. Terrorists should know there’s no place to hide from their heinous crimes against the innocent.
#OperationSindoor
https://2u.pw/qtWNd
2- يديعوت https://2u.pw/DeXOK
3- אורן נהרי: המשבר הזה בין הודו לפקיסטן אולי נגמר, אבל הפיצוץ עוד עלול להגיע
يديعوت 10/5/2025 https://2u.pw/TN2Ho
4- איתמר אייכנר|08.05.25 פקיסטן: יירטנו 25 מל"טים "מתאבדים" מתוצרת ישראל ששיגרה הודו -يديعوت: https://2u.pw/DeXOK
5- תפקידם של המל”טים הישראליים בעימות בין הודו לפקיסטן, 14/ 5/ 2025
https://nziv.net/116388/
6- צור שיזף: מלחמתו העקיפה של הדרקון בפיל: זו המנצחת בעימות בין הודו לפקיסטן
12/05/2025 https://2u.pw/f9aax
ترشيحاتنا
