فنون
محمد كرملام شمسية: دلالات اللهو الخفي بين الانضباط والانحطاط
2025.07.21
مصدر الصورة : آخرون
لام شمسية: دلالات اللهو الخفي بين الانضباط والانحطاط
غبارٌ كثيف، متكومٌ تحت زخارف سجاد المجتمع، مكتومٌ في أعماقه، أثاره مسلسل لام شمسية بمناقشته لظاهرة التحرش بالأطفال، إلى درجة أن الجمهور -على مواقع السوشيال ميديا- اختلقوا أحداثًا غير موجودة في المسلسل، وتوقعوا على أساسها انكشاف أمور بعينها في الحلقات الأخيرة، وحين لم يجدوها ظنوا أن الرقابة تدخلت لحذفها، ورغم أن مخرج العمل "كريم الشناوي" وكاتبته "مريم نعوم"، قد نفيا حدوث أي تدخلات في المسلسل، فقد قالت الكاتبة مريم نعوم إن السردية الأخرى التي ظنها الجمهور في المسلسل، وإنْ لم تكشف عن معلومات صحيحة، فهي تعبر عن حالة صحية. لكن هذا الاختلاق مؤشر خطير، كاشف عمَّا يدور من هواجس في وعي -ولا وعي- الجمهور المصري، إذ اختلق نسبة كبيرة من الجمهور حادثتي تحرش غير مكتوبتين في المسلسل؛ الأولى هي تحرش وسام (محمد شاهين) بابنته، والثانية هي تحرش والد نيللي (أمينة خليل) بها، وهي هواجس تشير إلى تحلل للمجتمع الأبوي بشكل عام يتكشف في انحلال منظومة الأسرة بشكل خاص.
قديمًا كشف التحليل النفسي الفرويدي أن الجنس هو النواة الصلبة التي تبخرت وتسامت، تحت حرارة التطور الاجتماعي، مُشكّلة الحضارة الإنسانية، وبالتالي يكون النشاط الجنسي هو المادة الخام التي صُنعت منها العلاقات الاجتماعية، لذلك عندما تصاب الحضارات بالانحطاط؛ تنحل العلاقات الاجتماعية إلى مادتها الخام، إلى النشاط الجنسي البدائي. من الممكن أن نقرأ ظاهرة التحرش بالأطفال التي عرضها مسلسل لام شمسية انطلاقًا من تلك الرؤية الفرويدية، إذ يعرض المسلسل أستاذًا للغة العربية (وسام) يتحرش بابن صديقه وتلميذه (يوسف)، فالتحرش هنا قد يعبر عن تحلل المنظومة التعليمية وانحطاط العلاقة الاجتماعية الرمزية بين الأستاذ وتلميذه.
لكن قد يكون للنشاط الجنسي المنحرف دور رمزي في العلاقات الاجتماعية، ينكشف من خلال التحرش بشكلٍ عام والتحرش بالأطفال الذي عرضه المسلسل بشكل خاص، فلطالما سمعنا عن حوادث تحرش واعتداءات جنسية متكررة في منظومات اجتماعية مثل: المدارس، الكنائس، المساجد، السجون، دور رعاية الأيتام والمعوقين.. إلخ. بالطبع لا توجد مادة تنص على التحرش الجنسي في اللوائح والقوانين العلنية لتلك المنظومات، لكن هناك قواعد غير مكتوبة، سرية، تسري في أعماق المنظومات الاجتماعية (كما أوضح المفكر السلوفيني سلافوي جيجك) تلك القواعد السرية تمثل قوانين رمزية، تشكل النواة الصلبة للعلاقات الاجتماعية، داخل تلك المنظومات، وتدعم استمرار وجودها. ففي مؤسسة السجن على سبيل المثال، نقرأ في مذكرات الفنانة إنجي أفلاطون أن العلاقات الجنسية الشاذة بين السجينات (التي تقبض شرطة الآداب على من ترتكبها) كانت تتم تحت إشراف السجانات، وهي علاقات لم تكن بهدف المتعة فحسب بل كانت علاقات سلطة وهو الأهم، نجد ذلك أيضًا في فيلم سوق المتعة، عندما قال بطل الفيلم أحمد أبو المحاسن (محمود عبدالعزيز) إنه قابل في السجن رجلًا يخافه الضباط، يغتصب كل مسجون مستجد، لا للمتعة، ولكن للسيطرة عليه وكسر كبريائه، فدور الانتهاك الجنسي هنا هو تدجين المستجدين وإخضاعهم للمنظومة. نجد التعبير الأوضح عن هذا الدور الرمزي للانتهاك الجنسي بمنظومات القهر الاجتماعي الأبوية في فيلم "سالو أو 120 يومًا من سدوم" للمخرج الإيطالي "بيير باولو بازوليني" إذ صوَّر انتهاكات جنسية مرعبة يرتكبها مجموعة من العجائز على عدد من الشبان والشابات ليشير بها إلى انتهاكات الفاشية للشعوب.
قد يساعدنا العرض الدرامي لشخصية المتحرش وسام في مسلسل لام شمسية، بشكل أو بآخر، في الكشف عن هذا الدور الرمزي للتحرش في المنظومات الاجتماعية. فأهم شيء عرضه صناع المسلسل أن وسام لا يرتكب التحرش لأنه يعاني الكبت الجنسي (كما يصرح مناهضو العزوبة بشأن ظاهرة تحرش القساوسة بالأطفال) فهو متزوج وله ابنة، لا يثير مظهره الريبة ولا تثير أفعاله الشك، أستاذ جامعي في اللغة العربية، متدين، مشهود له بحسن الخلق والالتزام واللطف في دائرته الاجتماعية، فهو حاصل إذن على أكثر من وسام رمزي من النظام الاجتماعي ينفون عنه الشبهات النمطية.
يؤدي وسام دوره في المنظومة الاجتماعية بانضباط صارم، فنراه في أول ظهور له، في الحلقة الأولى، يوبخ طالبًا وزميلته في مدرج المحاضرات بالجامعة لأنهما يتحدثان بصوت عالٍ يشوش على زميلهما الكفيف الجالس أمامهما، ويقول للطالب الكفيف إنه مستعد أن يشرح له مرة أخرى أي جزء لم يسمعه من المحاضرة. ونرى حرصه الشديد على المظاهر في مشهد غسيله لشعر زوجته المكتئبة رباب (يسرا اللوزي) وهو يرجوها أن تحاول إخفاء اكتئابها عن ابنتهما حفاظًا على المظهر الأسري أمامها، وعندما يطلب منه صديقه طارق (أحمد السعدني) أن يغطي غيابه أمام زوجته (نيللي) قبل عيد ميلاد ابنه (يوسف) ليقابل عشيقته؛ يلومه على خيانته وإهماله لبيته، وبعدما يذهب لعيد الميلاد تنفيذًا لرجاء صديقه، ويقدم ليوسف الهدية، يشكره الأخير بالإنجليزية، فيستنكر مازحًا تحدُّثه معه بلغة أخرى غير اللغة العربية، وفي عيد الميلاد يقدم عرضًا ترفيهيًّا للأطفال مرتديًا زي الساحر. وبعد انتهاء حفل عيد الميلاد ينكشف الانحراف الجنسي لوسام، إذ تضبطه نيللي يتحرش بابن زوجها (يوسف).
برع الفنان محمد شاهين في أداء دور وسام، وقد أظهر بتعبيرات وجهه ولغة جسده، عند التلميح باضطرابه الجنسي أن هناك شيئًا غامضًا يدفعه لذلك، وأنه يهرب من هذا الشيء الغامض إلى انضباطه في الحياة اليومية باعتباره أبًا وزوجًا ومعلمًا وصديقًا، كما يهرب من هذا الانضباط إلى انحرافه الجنسي أيضًا. وقد اتضح في الحلقات الأخيرة أن وسام لا يتحرش بالأطفال لأنه مصاب بالبيدوفيليا، بل لأنه مصاب بالإدمان الجنسي، وعندما أراد صناع المسلسل أن يكشفوا علة هذا الإدمان؛ جعلوا وسام يقول في أحد المشاهد، بعد انكشاف أمره، إنه تعرض في طفولته لعنف جسدي (غير جنسي) من والده لفترة طويلة غابت فيها أمه عنه؛ لكننا لا نرى في عنف والد وسام معه في الماضي سببًا كافيًا يحتم حدوث اضطرابه في الحاضر، فليس كل من تعرَّض في طفولته للعنف الجسدي من الأب مدمن جنس بالضرورة، وقد كشف فرويد أن صدمات الماضي ليست بالضرورة مسببة للاضطرابات في الحاضر، والأرجح أن حاضر المرضى مضطرب من الأساس، وهو الذي يجعلهم يعيدون تعريف صدمة الماضي باعتبارها سببًا لاضطراباتهم في الحاضر. من هنا نقرأ اضطراب وسام في حاضره أكثر من ماضيه، أي علينا أن نقرأ انحطاطه اللحظي الفاضح، بصفته مدمنًا للجنس ومتحرشًا بالأطفال، في انضباطه اليومي الواضح بصفته أبًا ومعلمًا وصديقًا.
النقطة التي يتقاطع فيها انضباط وسام مع انحطاطه هي نشيد "لام شمسية" الذي ألفه لتلاميذه، وهو في الأصل من تأليف الشاعر مصطفى إبراهيم، نص النشيد:
"لام شمسية ولام قمرية... واحدة نقولها وواحدة خفية
القمرية زي ما هي... زي الباب والعين والقلب
والشمسية متخبية... زي السر وزي الذنب
القمرية لام منطوقة... موجودة في كل الأحوال
والشمسية... لام مسروقة مش كل المكتوب يتقال".
تعكس كلمات النشيد الذي ألفه وسام في المسلسل انضباطه بصفته معلمًا للأطفال، وانحطاطه بوصفه متحرشًا بهم في الوقت نفسه، فالنشيد أداة رسمية تضمر اضطرابًا سريًّا، وكأنه يوصي من خلاله الأطفال في العلن ألا ينطقوا بما يرتكبه معهم في السر كعدم نطقهم للام الشمسية.
بعد اكتشاف نيللي لحادثة تحرش وسام بيوسف ابن زوجها تفتح هاتفه لترى المحادثات بينه وبين وسام، فتسمع تسجيلًا صوتيًّا لوسام كان يقول فيه ليوسف إنه إذا حفظ النشيد سيعلمه "لعبة جديدة" مكافأةً له على اجتهاده، يكشف هذا الاقتران بين عملية حفظ النشيد ولعبة التحرش أن النشيد الانضباطي غطاء للفعل الانحطاطي، وأن لعبة التحرش المنحطة داعمة للعملية التعليمية المنضبطة. التحرش إذن يتجاوز كونه انحرافًا أخلاقيًّا فرديًّا لمدرس مضطرب إلى استخدامه أداةً رمزية سرية في بنية علاقات المنظومة التعليمية العلنية، تحفظ بقاءها وتضمن استمرارها، وكذلك تضمن لوسام الاستمرار في مهمة حفاظه على المظاهر في البيت والمدرسة والجامعة.
نرى يوسف من بدايات ظهوره طفلًا عنيدًا، غير منسجم مع منظومة المدرسة، فهو لا يرتدي الزي المدرسي بالطريقة اللائقة التي يتبعها الطلاب، ولا ينسجم مع تعليمات زوجة أبيه، ولا يُعنى بمظاهر عيد الميلاد، فيرفض أن يرتدي الزي الجديد المطلوب منه ارتداؤه في عيد ميلاده، لكن وسام يتدخل ويجعله ينفذ كل ما يرفضه من مظاهر، حتى قبل تحرشه به بعد عيد الميلاد كان داخلًا إلى غرفته ليقنعه بتغيير ملابسه قبل النوم.
لقد كشف الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو أن السلطة هي "فن إنتاج الأجساد"، فالقوانين وأوامر الانضباط وآليات الثواب والعقاب، المؤرشفة في المنظومات الاجتماعية السلطوية، تبرمج السلطة بها الأجساد، سواء في المدارس أو السجون أو المستشفيات. لكن المفكر والناقد السلوفيني سلافوي جيجك كشف أن هناك آليات وقوانين للمنظومات الاجتماعية، غير مكتوبة، تحدث في السر ورغم أنها تناقض الآليات والقوانين العلنية للمنظومات السلطوية في الظاهر، فهي تحافظ على استمرار وجودها من الباطن. ومثال ذلك: الاتفاقات السرية بين رجال الدولة وكبار المجرمين لارتكاب أفعال غير قانونية لكنها تصب في "المصلحة العليا للدولة"، والصفقات السرية بين الدولة ورجال التهريب والسوق السوداء لحفظ "المصلحة العامة للاقتصاد الوطني"، الأناشيد البذيئة، الساخرة من المهمات العسكرية، الرائجة بين ضباط الصف والمجندين في الجيوش النظامية، تحرش المدرسين بالتلاميذ في المدارس، وتحرش القساوسة بالأطفال في الكنائس. فالتحرش بالأطفال يمثل خروجًا مؤقتًا على قوانين المنظومة الرسمية وضروريًّا للاستمرار في الالتزام بها في الوقت نفسه. فتأدية الدور المطلوب من أي فرد داخل أي منظومة يستلزم أخذ مسافة من هذا الدور وعدم أخذه على محمل الجد بإفراط، فالإفراط في الالتزام بالقوانين العلنية للمنظومة يؤدي إلى دمارها، ربما يعرف المتدينون في أعماقهم تلك الحقيقة، فالتمسك بالشعائر الرمزية باعتبارها "جوهر الدين" يوفر لهم غطاءً للخروج المؤقت على الالتزام بالدين وضمانًا لعدم الخروج على الدين في الوقت نفسه، فمن يُضبط بذنب أو معصية يجد له مكانًا في المنظومة الدينية من خلال "إقامة الحدود" والتوبة والتطهر، فهو يُعاقب منها بشكل فردي يحافظ على بقائها، ويجدد بتطهره عضويته فيها، ومن يتوغل في جوهر الدين بلا رفق، منحيًا المظاهر والشعائر؛ ينزع نحو الإلحاد أو الشطح الصوفي أو الإرهاب التكفيري الانتحاري، ويخلخل أسس المنظومة الرسمية خارجًا عن عضويتها، مهددًا لبقائها، فالرذائل ليست غير طاردة لمرتكبيها من المنظومة الرسمية فحسب، بل هي تدعم استمرار انتمائهم إليها أيضًا، فهي تشحنهم بالذنب الذي يقتضي التطهر داخل محرابها.
وبالعودة إلى نشيد "لام شمسية" الذي ألفه وسام نجد أن تجاور كلمة "السر" بجانب كلمة "الذنب" يشير إلى رغبة داخل وسام في التطهر؛ التطهر من السر من خلال الشعور بالذنب، وتفريغ الشعور بالذنب في الحفاظ على المظاهر الاجتماعية الرمزية، والحفاظ على المظاهر الاجتماعية الرمزية (التي يسبب الانحراف عنها الشعور بالذنب) بالانحراف المؤقت عنها عبر ارتكاب ألعاب سرية مع التلاميذ (تمثل اللهو الخفي الملحق بالمنظومة الرسمية).
في أحد مشاهد الحلقة الأولى نرى وسام يمارس التطهر الشعائري بأداء صلاة الجمعة، ونعرف بعد هذا المشهد أن صديقه طارق، الذي كان يصلي معه في المسجد نفسه، يرتكب انحرافًا سريًّا يستلزم تطهرًا علنيًّا أيضًا، فهو يخون زوجته مع سكرتيرته، ويأتي مشهد انكشاف سره للمشاهدين بعد أدائه للطقس الديني الرسمي (صلاة الجمعة)، كما أن مشهد انكشاف سر صديقه وسام يأتي بعد أداء طقس اجتماعي عائلي (عيد ميلاد يوسف). قد نلمس هنا تواطؤًا منهما، لكنه غير متفق عليه بينهما، فهما يحافظان -بوعي- على المظاهر الرسمية، عائلية كانت أم دينية، ويتواطآن -بلا وعي- مع ما تحتها من انحرافات بشكل عام. فحتى بعدما يعرف طارق بجريمة وسام، ويضربه بعنف تحت ضغط الصدمة، سينكر حدوث واقعة التحرش بعدما يعرف أن زوجته لم تشهد الحادثة بالتفصيل، ويشك في قواها العقلية، وكأنه ينكر فعلته السرية من خلال إنكار الجريمة السرية لصديقه، ولن يصدق اتهام زوجته لصديقه إلا بعد انكشاف خيانته أمامها، وتصالحه معها بعد ذلك، من ثم سيعمل معها على فضح وسام ومقاضاته.
اختار صناع المسلسل عنوانه بذكاء، إذ استعاروا حرفًا صامتًا من النظام اللغوي (اللام الشمسية) ليكشفوا انحرافًا مسكوتًا عنه في النظام الاجتماعي (التحرش بالأطفال). ورغم أن المسلسل عَرَض ظاهرة التحرش المسكوت عنها في المجتمع، وأنهى الحلقات بتقديم المتحرش إلى العقاب القانوني، فهو لم يتجاوز في التعامل مع تلك الظاهرة المنطقَ الحقوقي، الذي يهدف فحسب إلى التأكيد على الملكية الخاصة للجسد، من خلال توعية الأهالي بحقهم في عدم السكوت عن أي انتهاك جسدي يحدث لأبنائهم، وبأن ينبهوا أبناءهم كي لا يسمحوا لأحد بالتعدي عليهم. لكن جرائم التحرش عمومًا والتحرش بالأطفال خصوصًا هي عَرَض في المجتمع يدل على مرض اجتماعي أعمق، ولن ينهي التعامل السطحي مع العرض المرضَ من جذوره، فعقاب منظومة القانون لأحد أفراد منظومة التعليم، الذين انحرفوا عن القوانين العلنية للمنظومة الاجتماعية بعامة؛ لن يقضي على الانحراف، كما أن كشف جريمة مسكوت عنها ليس كافيًا لإنهائها جذريًّا. لقد أضر التناولُ الحقوقي منطقَ المسلسل، فالحكم بالسجن المؤبد على وسام لم يُبنَ على دلائل مادية قاطعة إلا اتهامات أهالي الأطفال الذين تحرش بهم، ولم يُعرض واحد منهم على الطب الشرعي للتأكد، وقد توقع الجمهور أن الاكتئاب الصامت لزوجته -التي كانت تخاف على ابنتها من وسام إلى درجة أنها وضعت كاميرا مراقبة في غرفتها- يخفي معرفة صادمة، قاطعة، بانحرافه؛ لكن تبين أن كل ما تعرفه عنه أنه يشاهد مقاطع إباحية منحرفة فحسب.
لقد تناول المسلسل جريمة في المجتمع لكنه لم يقدم تناولًا اجتماعيًّا للجريمة، وتحدث عن اللام الشمسية، المكتوبة غير المنطوقة، في مجتمعنا (حوادث التحرش)، لكنه لم ينطق بالضمير المستتر، غير المكتوب، في المجتمع (القوانين السرية البذيئة للمنظومة الاجتماعية)، على أن الدراما في المسلسل قد أتاحت مساحات لهذا التناول الاجتماعي وإنْ لم يقصدها صناع العمل، لذا علينا أن نلتقط السهم من صناع المسلسل والمشاهدين لنلقي به إلى مناطق أبعد من المنطق الحقوقي، ونصوبه إلى قلب المنظومة الاجتماعية عاملين بنصيحة سلافوي جيجك التي أنهى بها الفصل الأول من كتابه "مرحبًا في صحراء الواقع": »إذا لم تستطِع تغيير المنظومة الصريحة للقواعد الإيديولوجية، فيمكنك محاولة تغيير المنظومة الكامنة للقواعد البذيئة غير المكتوبة.«
ترشيحاتنا
